ركن الفكر
كشفت أوساط مقربة من السلطات القطرية عن أن القيادي البارز في حركة حماس الدكتور خليل الحية عبّر عن استعداده بصفة شخصية لإعلان مغادرة قطر بصورة نهائية تجنبا لإحراج الدولة القطرية.
ويبدو أن الدكتور الحية طرح مسألة مغادرته من مقر إقامته في الدوحة مؤخرا وعلى هامش لقاء جمعه برئيس الوزراء القطري في إسطنبول التركية
وحصل ذلك قبل توضيحات قطر الرسمية مساء الأربعاء والتي كشفت عن أن المكتب السياسي لحركة حماس أقيم في الدوحة من أجل التفاوض وبموجب “طلب أمريكي- إسرائيلي” وهو ما تعلنه الدوحة لأول مرة
ومناسبة الحديث مع القيادي الحية هنا كانت مرتبطة بمحاولة قيادة حماس تلمس حجم الضغوط التي تمارس على الدوحة بخصوص إغلاق المكتب السياسي ومغادرة قيادات حركة حماس الموجودة في الأراضي القطرية
وهنا أعرب الدكتور الحية عن استعداده للمغادرة مع عائلته وأولاده المقيمين أيضا في قطر، لكن رئيس الوزراء القطري أبلغ الحية أن قطر ترحب بإقامة عائلته
دون ذلك فُهم ضمنا أن القيادي خليل الحية هو أكثر القياديين الذين تثير السلطات الاسرائيلية والأمريكية النقاشات حولها في القيادة القطرية حيث أبلغت حركة حماس في وقت سابق بأن القيادي خليل الحية هو المقصود بالضغط الأمريكي والإسرائيلي المتعلق أن يغادر قادة حركة حماس
أغلب التقدير أن الدكتور الحية مشغول تماما بملفات التفاوض التي يترأس وفدها إى القاهرة ولديه إمكانية للإقامة ايضا في تركيا واستعداد للبحث عن ملاذ ثالث
لكن في هذه الأثناء تشير اوساط مقربة جدا من حركة حماس الى ان الجانب القطري وحتى نهاية الأسبوع الماضي أبلغ بوضوح انه لم يتخذ قرارا فيما يتعلق بمطالبة قيادات في حماس بمغادرة الأراضي القطرية وأنه ليس بصدد اتخاذ أي قرار وشيك بإغلاق المكتب السياسي لحركة حماس الموجود في الدوحة
ولعل الرسالة القطرية الأهم صدرت مع تصريحات مساء الأربعاء التي أعقبت تواصل قطري- بريطاني مهم للغاية ثم اتصالات خاصة أجراها مع مسئولين قطريين بارزين المستشار الأهم للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مسعد بولس
بولس فيما يبدو أبلغ الجانب القطري مباشرة بأن الرئيس ترامب يريد من الدوحة تنشيط إتصالاتها التفاوضية ويرفض غياب الدور القطري عن ترتيبات التفاوض وأي صفقة في هذه المرحلة
وكان اتصال بولس بمثابة “مفاجأة سارة” للجانب القطري يُعفيه من الإحراج مع إدارة ترامب مما تسبب بإصدار التسريبات التي تقول إن الدور القطري عاد للوساطة وبقوة حازمة فيما شروحات بولس ومكتبه أشارت إلى أن إدارة ترامب “لا تُظهر حماسا” للموافقة على ما يقوله الإسرائيليون بخصوص “انتهاء صلاحية حصانة قيادات حماس في قطر” بمعنى التلويح بالاغتيال