أسامة أبو طالب
مع بدء مرحلة جديدة في مسيرة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بتولي عطوفة شادي رمزي عبد السلام المجالي رئاسة مجلس المفوضين، خلفًا لمعالي نايف حميدي الفايز، تبرز العقبة أمام منعطف مهم وفرصة واعدة لإكمال ضبط المسار التنموي بما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية التي أُنشئت من أجلها المنطقة الخاصة
وإننا إذ نثمّن و بشكل كبير الجهود التي بُذلت في السنوات السابقة، لا سيما في ظروف إقليمية ومحلية بالغة التعقيد، فإننا نؤمن بأن المرحلة القادمة تستدعي مراجعة شاملة لبعض الجوانب التنظيمية والإدارية، بما يسهم في تسريع وتيرة الاستثمار وتعزيز مرونته، وتجاوز التحديات التي ما زالت تؤثر على مناخ الأعمال وتحدّ من سرعة الاستجابة المؤسسية في بعض المحاور الحيوية
إن العقبة، سيدي الرئيس، تتطلع اليوم إلى نهج إداري عصري يتسم بالكفاءة والفاعلية، ويقوم على هيكل مرن وروح فريق متكامل داخل مجلس المفوضين، تتعزز فيه أدوات الشفافية وسرعة اتخاذ القرار، بما يواكب التطور المضطرد في متطلبات المرحلة ويعزز ثقة المستثمرين والشركاء
كما نتطلع كمستثمرين وفاعلين في القطاعات الاقتصادية المختلفة إلى رؤية تنموية متكاملة، تعمل بالشراكة مع مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي والقطاع الخاص، لإعادة تموضع العقبة كمقصد سياحي واستثماري إقليمي، قائم على التنوع والابتكار، و الترويج المبتكر ، مدعومًا ببنية لوجستية متقدمة، وصناعات ذات قيمة مضافة، وتجربة تجارية مرنة تواكب التشريعات الحديثة
أما الاستدامة الاقتصادية، فهي ضرورة استراتيجية تتجاوز المفهوم البيئي، لتكون بيئة حاضنة للنمو الذكي والمستدام، تستند إلى الاستقرار والتنافسية والتشريعات المحفزة
هنا العقبة سيدي الرئيس،،،
إن الشراكة مع المجتمع المحلي اجمل ما تكون محورًا أساسياً، فنجاح أي رؤية يعتمد على تعزيز الثقة، والثقة تُبنى بالعمل الملموس لا بالشعارات، وبالإنجاز لا بالخطابات
إن العقبة اليوم بحاجة إلى مواصلة التحوّل التنموي الشامل و الذي يلمسه المواطن والمستثمر على حد سواء، تحوّل يصنع فارقًا حقيقيًا ويعيد الزخم إلى هذه التجربة الرائدة، وهنا لا نقلل من حجم الإنجازات التي تحققت في عهد من سبقوك ولكن نبحث و نأمل المزيد من الخير للعقبة التي نحب
فهل يشكل العهد الجديد بداية انطلاقة نوعية؟
نأمل ذلك، ونعوّل على ما يمتلكه عطوفتكم من خبرات تراكمية واسعة في القطاعين العام والخاص، ليكون هذا الانتقال مدخلًا لمرحلة أكثر إشراقًا وفاعلية في مسيرة العقبة الاقتصادية
