د. عبدالمهدي القطامين
على مرمى حجر من ايله الاسلامية التي تتكىء على شاطىء البحر تختزن تاريخ اكثر من 1400 سنة نهضت ايله الجديدة ترحب بزوراها القادمين من كل حدب وصوب ولسان حالها يقول : حي الله من لفانا
قصة ايله او واحة ايله كما تسمى رسميا تروي حكاية الاصرار على البناء والانجاز والاعمار بعيدا عن لعن الواقع وشكواه فمنذ كانت ايله منطقة محظور الاقتراب منها كونها تشكل حقل الغام في منطقة حدودية ضاعت تفاصيله وكان لا بد من البناء هناك ولم يفت في عضد القائمين على المشروع كل هذا العناء بل شمروا عن سواعدهم واعلنوا بدء العمل في اضخم المشاريع السياحية في المنطقة الخاصة والذي استطاع ان يضيف 17 كيلومترا على شكل شواطىء جديدة في العقبة التي كانت لا تتجاوز 27 كيلومترا هو كل امتداد العقبة على البحر تتنازع هذه المساحة السياحة والصناعة والعقار حتى كادت ان تضيق بما رحبت فجاءت ايله لتنقذها من الازدحام الذي بات حقيقة على الشواطيء
واحة ايله لم تكن مثل اي تطوير عقاري سائد في المنطقة الخاصة ولا كانت على غرار تلك المشاريع العقارية السياحية التي انشئت والقى اهلها والقائمون عليها مفاتيحها في البحر كي لا يصلها مواطن او زائر لكنها شكلا مختلفا اخرا للبناء العمراني العقاري السياحي الذي فتح واشرع باب البيت لكل زواره عبر النشاطات التي تتم هناك الموزعة ما بين التراث والفن والمؤتمرات وليالي رمضان الجميلة وشواطىء البحر ذات اللون الرملي الابيض الناعم الذي يقصده الناس بحثا عن ساعة راحة في واحة لم تكشر يوما في وجه غريب ولا وضعت الحواجز على المقصات بل يستقبلك فتية اردنيون على البوابة الرئيسة باشين مهللين مرحبين يدلونك حيث تقصد والابتسامة لا تفارق وجوههم ابدا
واحة ايله استطاعت عبر السنوات الماضية ان تحقق معنى الرفاهية والتطور مع المحافظة على الموروث ففي ليالي رمضان التي اعتادت على تنظيمها كان سكان العقبة وزوارها يؤمون فعالياتها المختلفة التي تقدم منتجات شعبية لنساء مكافحات امتهن العيش من المنتج الموروث ومن الاكل الشعبي والمنتجات الشعبية المستمدة من تاريخ المنطقة وارثها وحضارتها ولم تكتف ايله بكل هذا بل اولت مسؤوليتها المجتمعية جانبا مهما من نشاطاتها فلا تكاد تخلو مناسبة او مؤتمر او نشاط يستهدف المجتمع المحلي وتطويره الا كان لايله فيه موطىء قدم لانها تدرك ان اي مؤسسة او شركة ما لم تتفاعل مع محيطها هي مؤسسة بائسة منقطعة الجذور وما اكثر المؤسسات التي خوت على عروشها بعد ان بنت بينها وبين المجتمع المحلي سورا من رصاص او حجر فالامر سيان
حين القت اغلب مشاريع التطوير العقاري مفاتيحها في البحر حملت ايله مفتاحها وقدمته على طبق من محبة لعشاقها واهلها فقيرهم وغنيهم وقالت لهم حللتم اهلا ووطئت سهلا