د.عبدالمهدي القطامين
تخيلوا معي الرقم التالي
مليار و ٣٩٥ مليون …هذا ليس سرعة الضوء في ساعة ولا عدد النمل الذي يمشي على الارض ولا عدد قطرات المياه في المحيط الهادي ولكنه ارباح ١٤ بنك تعمل في الاردن خلال العام الماضي فقط ….لو كانت هذه الارباح نتاج نمو طبيعي لاستثمار البنوك لقلنا صحتين وعافية وعفية معها ايضا لكنني سأوضح اكثر لتعرفوا الحقيقة المرة .
ان هذه الارقام الفلكية هي نتاج ما تم اخذه من جيوبنا ومن ارواحنا ومن شقانا نحن المغبرين على هذه الارض وان قلتم كيف ساوضح اكثر
حين بدأ الركود الاقتصادي الامريكي والتضخم بفعل مغامرات امريكا وسياساتها في بسط نفوذها العالمي على اعتبار ان العالم محيطها الحيوي وخوفا من تراجع قيمة دولارها عمد البنك الفدرالي الى رفع الفائدة على القروض ١٢ مرة خلال عام ونصف وقد تبعه البنك المركزي الاردني في تلك الرفعات المتتالية مع اختلاف مذهل بين الاقتصادين الاردني والامريكي اطلق المركزي الاردني الحبل على عواهنه للبنوك التجارية لترفع ما شاءت على مقترضيها القدامى والجدد دون رفة جفن وساوضح اكثر ايضا هنا
المواطن خلف مقترض من البنك لهلوب مبلغ ٥٠ الف دينار بقسط شهري مقداره وفائدة ربوية مقدارها ٦ بالمئة لجأ البنك لهلوب الى رفع الفائدة على القرض بنسبة وصلت الى ١٢ بالمئة اي ان مقدار الرفع تضاعف بنسبة مئة بالمئة اي ان الفائدة الربوية التي كانت ٥٠ الف دينار اصبحت ١٠٠ الف دينار اي ان خلف سيموت وهو مديون للبنك وان ورثته سيقومون بالسداد عنه
وخلف الذي كان يدفع من راتبه للبنك ما يقارب ٥٠ بالمئة اصبح بنك لهلوب يخصم كامل راتبه وعلى رأي الطفلة الغزاوية التي قالت ….ما ظل ننا ….ننا ما فيه بالعربي .
اذن في ظل هكذا اوضاع ما هو مصير الناس ؟
اين الأمن المجتمعي والاقتصادي والنفسي ؟
وهل يدرك صناع القرار المالي مآلات ما حدث ويحدث للناس ؟
الامر يحتاج الى تحليل
وليتك يا دويري او يا عسعس او يا فريز تحلل.