د. عبدالمهدي القطامين
لا ابالغ ان قلت اننا في الصحافة كتبنا ونشرنا عن طريق وادي رم قبل اكثر من ربع قرن فالطريق المفضي الى اهم المنتجعات الصحراوية الاردنية والاكثر شهرة عالميا ما زالت منذ اكتشاف رم طريق ضيقة باتجاه واحد تغيب عنه ملامح السلامة العامة والارشادات المرورية واذ التقت سياراتان وجها لوجه فان المرور انذاك يحتاج الى مهارة عالية في التخلص من ذلك الموقف الصعب والكثير من الحوادث القاتلة التي وقعت هناك لسياح اجانب وعرب ولمواطنين بسبب ان الطريق غير امنة وكانت كل نداءتنا تذهب ادراج الرياح او ادراج المسؤولين فالامر سيان ويتم تبادل القاء المسؤولية ما بين الاشغال والبلديات وسلطة العقبة الخاصة….وسط تساؤل لمن تتبع الطريق ومن هو الاولى بتطويرها وهكذا ظلت المناوشات طيلة العشرين سنة الماضية وكأن رم ليست بقعة سياحية اردنية يعود نفعها على الوطن كله وليس لجهة او مؤسسة بعينه
البارحة افرحنا رئيس سلطة العقبة الخاصة نايف الفايز حين شرب دم الطريق واعلن ان السلطة ستتولى الانفاق عليها على ان تكون طريقا باتجاهين وجزيرة وسطية وتم اضافة ايضا مسارا جديدا للدراجات اظنه سيكون مفيدا لهواة ركوب الدراجات والقادمين على متنها لزيارة رم من كافة الجنسيات وكل ذلك سيتم بالتشارك مع وزارة لاشغال العامة
ان تأتي متاخرا خير من ان لا تات ابدا واجزم ان خطوة الفايز تجاه تطوير هذه الطريق تنم عن تحمل للمسؤولية الوطنية قبل ان يكون تحملا للمسؤولية الوظيفية فهذه الطريق المفضية الى رم تعد اكثر الطرق السياحية الحيوية على مستوى المملكة ويؤمها زوار من كافة دول العالم وكان بقاؤها على حالها يشكل ثالولا في وجه العروس يحتاج الى مبضع جراح لازالته وقد ازاله الفايز فله منا الشكر والثناء فنحن من درسنا علم الادارة في جامعات العالم نعلم علم اليقين ان الادارة في النهاية هي اتخاذ قرار وان لم تفضي الى اتخاذ قرار فانها من باب لزوم ما لا يلزم وانها تتحول الى عبء على المؤسسات مؤدية الى عجزها في نهاية المطاف
الطريق الى رم بعد الانجاز ستكون سالكة بامان ورم تستحق منا ان نجملها ونسهل الوصول اليها فهي كنز سياحي وطني يدر دخلا وينقل صورة عن الوطن الابهى والازهى والاكثر عراقة وحضارة وتقدم