- د.عبدالمهدي القطامين
لم يكن عام 2016 عاما عاديا في تاريخ اول شركة تعدين اردنية وهي شركة الفوسفات فقد وقف مجلس ادارة الشركة انذاك على ركبة ونصف وانقسم المجلس بين امرين لا ثالث لهما كان الاول تصفية الشركة بعد ان ادمتها الخسائر المتلاحقة اذ بلغت في عام 2016 حوالي 90 مليون دينار أردني، جراء سوء الادارة وعجزها عن قراءة المتغيرات في عالم انتاج هذه المادة الحيوية لصناعات متعددة وبين استمرار الشركة على امل ان تحدث معجزة تنقذها من واقع مؤلم ومن خسائر متلاحقة فكان الخيار الثاني هو الارجح وفي جلسة عاصفة تم اختيار الدكتور محمد الذنيبات رئيسا لمجلس الادارة ولم يكن احد حتى من اعضاء مجلس الادارة يعرف ما الذي يمكن ان يفعله الرجل القادم من وظائف حكومية كان اخرها نائبا لرئيس مجلس الوزراء والمتسلح بشهادة علمية متقدمة في علم الادارة …شرع الذنيبات على الفور في وضع خطة انقاذ استراتيجية تضمنت ترشيد النفقات التي كانت تثقل كاهل الشركة وترشيق كادرها وفق حوافز مجزية منحت لمنتسبيها القدامى تزامنا مع وضع خطة استراتيجية اشتملت على توسيع شراكات الشركة عالميا والتنويع في المنتج والانتقال من دور التعدين وبيع الفوسفات الخام الى مختلف اسواق العالم الى صناعة مشتقات تعدينية ذات اسعار عالمية عالية
وقلصت الشركة خسارتها في عام 2017 بنحو 46.4 مليون دينار أردني، وهو تحسن واضح مقارنة بخسارة عام 2016 التي كانت حوالي 90 مليون دينار. يعود هذا التحسن النسبي إلى بعض إجراءات إعادة الهيكلة وتحسن طفيف في أسعار الفوسفات عالميًا، ولكن الشركة ظلت تواجه تحديات مالية في ذلك العام وفي العام الذي يليه 2018 تقلصت الخسائر الى ما يقارب 36 مليون دينار اما عام 2019 فقد حققت الشركة ارباحا لاول مرة بلغت حوالي 30 مليون دينار مدفوعة بتحسن كفاءة الانتاج وزيادة المبيعات وتحسن اسعار الفوسفات عالميا وشهد عام 2020 تحقيق ارباح بلغت حوالي 28 مليون دينار
و في عام 2021، حققت الشركة أداءً ماليًا قويًا، حيث سجلت أرباحًا صافية بلغت حوالي 180 مليون دينار أردني. جاء هذا التحسن الكبير نتيجة الارتفاع الملحوظ في أسعار الفوسفات العالمية، وزيادة الطلب على منتجات الشركة، إضافة إلى الجهود المبذولة في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز الإنتاجية ونتاج التوجه الى تصنيع المنتجات بدلا من الاعتماد على بيع الفوسفات الخام
وحقق عام 2022 أرباحًا تشغيلية قياسية بلغت مليار و58 مليون دينار، بزيادة 96% عن عام 2021. ووصلت الأرباح قبل الضريبة إلى 964 مليون دينار، في حين بلغت الأرباح الصافية بعد الضريبة 735.68 مليون دينار. وساهمت الشركة بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، حيث بلغت مساهمتها في الميزان التجاري وميزان المدفوعات 3.085 مليار دولار، كما ساهمت بحوالي 350 مليون دينار ذهبت الى خزينة الدولة كبدل تعدين وضرائب
و في عام 2023، حققت الشركة أرباحًا صافية بلغت 454 مليون دينار قبل الضريبة، بينما حققت في النصف الاول من العام الحالي 2024 أرباحًا إجمالية قبل الضريبة بلغت حوالي 264 مليون دينار، وأرباحًا صافية بعد الضريبة بلغت نحو 202 مليون دينار
كانت خطة الانقاذ التي اعتمدها رئيس مجلس الادارة الذنيبات بمثابة طوق النجاة لاهم الشركات الاردنية التعدينية ما دفع مجلس الادارة الى اعادة انتخاب صاحب الفضل الاول في الانجاز الى سدة المجلس مرة ثالثة في شهر نيسان من هذا العام
استغرب حقيقة ممن يرجمون المشاريع الناجحة وعلى الناس الناجحة وممن يتحينون الفرص للطعن بكل جميل هل يبهجهم مثلا الفشل ويطربون له ويسعون ؟ ولماذا يقدمون مصلحتهم الذاتية على مصلحة الوطن ؟ ولماذا ؟
ثمة الكثير من الاسئلة التي تظل بلا اجوبة وثمة الكثير من الانفس التي اجاد وصفها ابو الطيب المتنبي
حين قال :
ومن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا
اخيرا لله في خلقه شجون وشؤون