بقلم: د. عبدالمهدي عطالله القطامين

في زمن تعصف فيه الشكوك بالمؤسسات، وتقف الشائعات متربصة على أبواب النجاح، تخرج شركة من رحم الأرض الأردنية لتضرب المثل الحي على أن الإدارة الرشيدة، حين تقترن بالإرادة، تصنع المعجزات
و شركة مناجم الفوسفات الأردنية، التي وقفت شامخة في وجه الحملات المشككة، اثبتت بالفعل لا بالقول، أن الإنجاز هو الرد الأقوى، والصمت المدروس خير من صخب لا يُثمر
والشركة التي قوبلت بحملات تشكيك عجاف، تقاذفتها فيها ألسنة الاتهام، ورُفعت ضدها لافتات التغيير، لا لضعف في الأداء، بل لأجندات لا تريد للمؤسسات الوطنية أن تتعافى غير أن الحقيقة لا تُحجب، فالشركة حققت في السنوات الأخيرة أرباحًا قياسية، وضاعفت من مساهمتها في الاقتصاد الوطني، وفتحت أبواب التوظيف والتنمية المجتمعية على مصاريعها، فكانت القاطرة التي تجر عربات التفاؤل وسط الواقع الاقتصادي الصعب

ولقد قيل في مجلس الادارة ورئيسه ما لم يقله مالك في الخمر وتعرض المجلس برئاسة الدكتور محمد الذنيبات، لحملات ضغط مبرمجة ومطالبات بالتغيير، كانت تفتقر في كثير منها إلى الموضوعية، وتستند إلى مزاعم غير مدعومة لكن المجلس آثر الصبر، والتعامل مع الحملة بأدوات الحوكمة والشفافية والعمل الدؤوب، لا بخطابات الردح الإعلامي وغثاء المصالح الذي اعول بحثا عن مكتسبات تم وأدها وكان الرهان على المنجز الذي انصف الادارة الحصيفة وعزز من صفحة الشركة البيضاء

ولقد تجاوزت أرباح الشركة خلال الأعوام الأخيرة سقف اكثر التوقعات ايجابية مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي لكن الأهم كان حسن الإدارة للموارد، وخفض كلف التشغيل، وزيادة الإنتاجية واغلاق ابواب الهدر التي كانت مشرعة دون حسيب او رقيب وكانت تنهش في جسد الشركة حتى كادت ان تودي بها

و لم تنس الشركة مجتمعاتها المحلية، فقدمت منحًا تعليمية، وخصصت للتعليم والصحة ما هو كفيل بتعزيز قدرة هذين القطاعين على تحقيق تقدمات ملموسة وأسهمت في دعم البنى التحتية، وكانت شريكًا حقيقيًا في التنمية المحلية، وليس مجرد مستثمر فقط يهمه في اواخر البيدر ما يدخل في جيوب مستثمريه

انتصرت الفوسفات الأردنية، لا حين ردّت على من اتهمها بغير وجه حق ، بل حين حققت النتائج وتفوقت ونمت ، و انتصرت حين وقفت صلبة أمام رياح التشكيك، وعملت بصمت لتثبت أن لا نجاح دون تعب، ولا جدوى من تغيير لا يستند إلى معايير الأداء بل إلى ضغط اللحظة السانحة والموجة التي ركبها البعض سعيا لتحقيق مصلحة صغيرة ذاتية على حساب المصلحة العليا للشركة والوطن

في وطن يئن تحت ثقل التحديات الاقتصادية، تبرز شركة الفوسفات الأردنية كنموذج للمؤسسة الوطنية التي يمكن لها أن تكون رابحة، اذا احسنت ادارة مواردها ولعل أعظم درس يمكن أن يُستقى من تجربتها هو أن من يعمل بصمت، يدوّي صداه أقوى من أي صخب

ومَن أراد التغيير لأجل التغيير فقط، فعليه أن يتأمل أرقام الشركة، ويتفكر في معاني الوطنية التي لا تُقاس بالشعارات، بل بالمنجز فرب اصوات صاخبة تنادي بالوطنية لكنها تتسلل اواخر الليل الى الخُرج بحثا عن هبرة خبأتها يد على حين غفلة

Leave A Comment

ركن الفكر للثقافة

مؤسسة فردية غير ربحية نسعى لخدمة المجتمع وتلمس احتياجاته والتوعية بقضاياه فكريا و اعلاميا و ثقافيا.